أكدت وزارة الصحة أن التدخين يعتبر سبباً للإصابة بأمراض القلب والشرايين، ودعت للامتناع عن التدخين بعد الإفطار وحتى موعد السحور، وبينت أن الامتناع عن التدخين خلال هذه الفترة يكمل أكثر من نصف الطريق في رحلة الإقلاع عن التدخين نحو حياة صحية أفضل.
سعدت بهذا التصريح والذي يشكل رسالة مهمة جدا مع ثنايا شهر رمضان المبارك وفرصة ذهبية لترجمة مفهوم الصبر والتحمل وضبط النفس عن الشهوات ومنها التدخين والذي معروف ضرره ونتائجه على الفرد والمجتمع وخصوصا إذا ما وصل الأمر إلى الإدمان وعدم القدرة على التحكم والسيطرة.
الحمد لله لم أدخن في حياتي أبدا وكمّ حاولت جاهدا اقناع العديد من المدخنين ترك التدخين والحمد لله نجحت في بعض المحاولات ولكن البعض الآخر وعد دون جدوى من التنفيذ والتقيد بمضمون مجرد أخذ زمام المحاولة والتحرر من أوجاع التدخين الصحية والاقتصادية على حد سواء.
يصل الأمر وللأسف لبعض المدخنين بالإفطار على التدخين فورا وعدم الاهتمام بطعام الإفطار إلا بعد وجبة من السجائر وتجرع «السم»، نشعر جميعا بمعاناة المدخن خلال فترة النهار من الصوم حتى أن البعض لا يصوم لعدم قدرته على ترك «رفيق العمر» والتضحية برفقته نهارا وفي أي وقت.
نصادف حالات من ضعف الإرادة لترك التدخين و"الأرجيلة» والسيجارة الإلكترونية وما تسببه له من ضرر صحي واقتصادي؛ ذات مرة وأثناء مشاركتي في العملية الانتخابية كرئيس لجنة في فترة كورونا والإعلان عن الحجر والإغلاق بعد الانتهاء من الفرز، طلب مندوب أحد المرشحين وبإلحاح المغادرة لأمر عاجل، غاب وعاد فرحا، وعند سؤاله والجميع مشغول في خضم العملية الانتخابية، أجاب بسعادة بأنه استطاع تأمين كمية فحم تكفي لمدة ثلاثة أيام هي فترة الحجر وأشار إلى أنها زاده المفضل وليس الغذاء !.
قصص كثيرة تشير وللأسف بتفضيل التدخين على أي بند آخر من متطلبات الحياة اليومية ولو اقتضى ذلك الذهاب بعد منتصف الليل طلبا للسيجارة من محالّ الخدمات المنتشرة على جوانب الطرق وتوفر مستلزمات المدخن إضافة للقهوة والمشروبات الساخنة والباردة، وبطبيعة الحال يتردد نفس الشخص في تلبية حاجة من حاجات البيت تحت مبررات كثيرة أهمها التعب.
وبالمقابل هناك قصص رائعة وجديرة بالإشادة لترك التدخين والثبات على ذلك رغم جميع المغريات من رفاق «التدخين» ومحاولاتهم للإطاحة بالقرار الشجاع والاستهانة بصاحبه والتقليل من شأن ذلك كله.
لعلها دعوة للانتباه إلى التدخين بين الأطفال والصغار سواء في عمر المدرسة وفيما بعد في الجامعة والعمل، وفي حالات ليست بالقليلة لدى فئة العاطلين عن العمل والتي تعني لهم سيجارة الكثير للتخفيف عن معاناتهم على حد تعبيرهم، ولكن من يستطيع تأمينهم بها سوى الآباء والأمهات؟
وسائل المساعدة للإقلاع عن التدخين عديدة ومنوعة ومتاحة، وقد يكون ذلك صعبا في بداية الأمر ولكن مع المحاولة تكون النتيجة مجدية وخصوصا كما أشارت إليه وزارة الصحة خلال الفترة الممتدة بعد الإفطار وحتى موعد السحور والتي تشكل خطوة في طريق التحرر من قيد التدخين.
ممنوع التدخين ليس مجرد فعل أمر، لكنه يشكل تحديا لمن ابتلي بالتدخين ويشكل خطرا كبير على الصحة تماما مثل خطر الرصاصة؛ ثمنها قليل ولكن أثرها قاتل، فهل يكون ويشهد شهر رمضان إقلاع عدد لا بأس به من المدخنين عن التدخين وذلك فضل عظيم؟
عزيزي المدخن: صيام مقبول وافطار هنيء بعيد عن التدخين، أليس ذلك رائعا وجميلا وصحيا؟